بقلم : محمد رزق الله
الحمد الله من أرسل آدم وعيسى ومن بينهما وأرسل وصلى وسلم على رسول الله المصطفى سيد الأنبياء إمام العلماء وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم إلا يعلم العالم من قبل ولا يرى, أما بعد
وهذا إنشاء مختصر موجز أتيت عليه بمدار البحث "في القراءة الحياة", وتحت الموضوع "شجرة الخلد" أبحث لكم عن ماهية القراءة وفائدتها وماهية الكتابة والحياة وأبغلكم عن الشجرة المعلومة والزقوم ولما اخترت هذا العنوان وما المناسبة والانسجام بينه وبين مدار البحث.
القراءة مشتاق من قرأ يقرأ بفتح عين الماضي والمضارع وقرأ الشيء بمعنى نطق بكلماته أو تلاه1. ولو كانت كذلك في اللغة ليست بمعنى قرأنا المكتوبة في ورق فقط ولكن كل ما قرأنا من المقروءات وبصرنا المبصرات وسمعنا من المسموعات تكون علما لنا وبه نزيل ما يشكل ونتم ما ينقص ونصوب ما يخطأ, وهي استطاعة أو قدرة على إنتاج الشيء المنتاج بعدما قرأ كتابا قارؤه وقدرة على إجابة كل السائل والمرتشد عندما يسأل ويسترشد وهداه الله بوسيلته, وهي كلمة لها منزلة عظيمة قال الله تعالى في أول إنزال كتابه القرآن بقوله: ( اقرأ باسم ربك الذي خلق)2. أية متقدمة من أية توحيد الله تعالى: (الله لا إله إلا هو الحي القيوم)3. وقوله: (قل هو الله أحد)4. أية متقدمة من آية صفاته: (وكان الله سميعا عليما)5. آية متقدمة من آية أمر الصلاة والزكاة: ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة)6. آية متقدمة من آية أمر الصوم: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)7. آية متقدمة من المحكمات والمتشبهات الأخرى التي قال الله تعالى في القرآن الكريم, لا يمكن لا فائدة في ذكرها المتقدم من الأيات الأخر, وبدون القراءة ما وجد العلم بما سبق وهذه القضية ضرورية, والقرآن كالقراءة مشتاق منه.
وفيها منفعات وفائدات كثيرة منها العلم بما قرئ والفهم له والإدراك بما فيه من المعلومات والنظريات والمتقدمات الظنيات واليقينيات والأخرى في قول السديد الانتقال من التقليد المحض إلى أعلى درجات اليقين والإخلاص في العمل والرهبة من الله8, وفيها حياة, قيل حياة العلم بمذاكرته أي قراءته في الليل وقيل حياة العلم بالعمل به, وما المقصود منها؟ الحياة لغة المنفعة وأيضا النمو والبقاء وأيضا ضد الموت, جلي في المعنى الأولى كما سبق ومجاز في الثانية والثالثة ليست بمعنى خفق القلب وما انفصل الروح عن الجسد, والمعنى استمرار المنفعة والفائدة, وبالقراءة قدرة على الكتابة.
أما الكتابة هي إنتاج الشيء مما قرأ القارئ في شكل مكتوب هي الخلد للكاتب وقوله عن شجرة الخلد: ( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)9. قيل الثمرة كالتمر وغيرها وقال أبويا د/ عبد الشكور يس الجماع. وبعد, معنى شجرة الخلد للكاتب هي الشجرة التي تثمر وتعطي ثمرة الخلد للكاتب, ومعنى الثمرة كان ميتا لكن كتابه حي لا يموت, كان ميتا لكن كتابته خالدة, كان ميتا لكن تعاليمه ما زالت في قلوب قارئيه, كان ميتا لكن منهجه يلد المناهج الكثيرة بعد موته.
انظر إلى الغزالي وابن الرشد وابن طفيل وغيرهم من المسلمين وانظر إلى سقراط وأفلاطون وأرسطو وغيرهم من غيرهم كانوا أحياء لا يموتون مازلت الكتب في قلوبنا وقلوب متبعيهم إلى يوم لا يعلم إلا الإله. قال تعالى: (ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل أموات بل أحياء ولكن لا تشعرون)10. ولا تقل لمن يقرأ علما ويكتبه كانوا ميتين بل أحياء في القلوب قلوب تلاميذهم. الكسول للقراءة هو شجرة الزقوم كما قال تعالى: (إن شجرة الزقوم طعام الأثيم كالمهل يغلي في البطون كغلي الحميم)11. والأخيرة ألخص لكم أن الكتاب هو الحبة والقراءة هي الشجرة والكتابة ثمرتها ما يأكلها إلا كان صاحبه.
- المعاني عربي عربي
- سورة العلق, اآلية: 1
- آية الكرس
- سورة اإلخالص, اآلية: 1
- سورة النساء, اآلية: 148
- سورة البقرة, اآلية: 43
- سورة البقرة, اآلية: 183
- القول السديد, ص: 15-16
- سورة البقرة, اآلية: 35
- سورة البقرة, اآلية: 154
- سورة الدخان, اآلية: 43-46
Related Posts
Subscribe Our Newsletter
Belum ada Komentar untuk "شجرة الخلد"
Posting Komentar