لماذا
نقرأ؟
بقلم: فهمي
هويدي
ما
قيمة القراءة عندي؟
هذا
السؤال لابد وأن يتبادر في كل ذهن من أراد الرقي بنفسه وطلب الفضائل والكمال. ومن
أجابه فقد أجاب نصف عمره الذي كان يبحث عنها.
فهو
حينما يتأرجح في موج الحياة، ترشده القراءة السليمة لاتخاذ سبل النجاة.
فمنهم
من أخذ بقدر واسع ومنهم بين ذاك وذاك والآخر لا يدري إلى أين تَجُره الحياة
ومكنوناتها. فالسلامة السلامة لمن عرف قدر نفسه وسلمها من آفات الحياة.
لأن
القراءة قوة معنوية مادية فهي حصيلة معاني المفاهيم للأمم السابقة وقوة مادية لما
يدور حولنا من تطور في علم
التكنولوجيا.
وأول
أمر إلهي أنزله الله على رسوله : (اقرأ باسم ربك الذي خلق).
ومن
ثم جاءت الآيات تحث على إعمال العقل كقوله تعالى: (أفلا تتفكرون)، (أفلا تعقلون)،
لآيات لأولى النهى.
والسبيل
إليها عن طريق القراءة.
هيا
نتأمل أخي القارئ بأن العظيم جل جلاله لا يأمر عبثا بل يهدينا إلى صفات الفضائل
والكمال، وقد استخدم فعل أمر للدلالة على أهميتها، وما أوتي تلك القدرة إلا لعقل
بشري.
والحيوان
لا يستطيع فعل ذلك، أليس كذلك؟ وبعض الحكماء قالوا بأن القراءة هي سلطان العقل.
وعندما
تأملت هذه المقولة ومقولة شيخنا شيخ البلاغيين د. أبو موسى حفظه الله تعالى، حينما
قال: لاحظوا أبنائي بأن العلم جليل شريف وطريق الوصول إليه جليل وشريف يرفع بمكانة
الإنسان.
وذلك
عندما قرأت قوله تعالى: (قال عفريت من الجن أنا ءاتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني
عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك
.....).
فشعرت
بأن العلم أو القوة الفكرية الذي عنده علم أعلى وأقوى مقاما من القوة الجسدية لدى
العفريت. وأقرب وسيلة نلتمس فيها العلم هي عن طريق القراءة.
لما
للقراءة فوائد كثيرة، وفقا للدراسات فهى لا تعد غذاء للعقل فحسب بل وسيلة لتطوير الذات، والتواصل مع الثقافات والحضارات
الماضية والحاضرة، وهى تحسن من مدارك العقل والذاكرة وتساعد على التركيز، وتنمي الخيال، وتخفف من أعراض
التوتر والقلق، والاكتئاب كل ذلك يتوقف على ماذا نقرأ من المحتوى.
حيث
تحتوي الكتب على كنوز مخفية، وكلما قرأت، كلما وجدت المزيد من هذه الكنوز.
وتنقلنا
القراءة إلى عوالم لن نراها أبدًا وتعرفنا على أشخاص لن نلتقي بهم أبدًا و تغرس
العواطف التي قد لا نشعر بها أبدًا فهى
تنقلنا إلى عالم الماضى والحاضر وترشدنا لمواجهة المستقبل.
ودعنا
تتأمل ما قاله محمود عباس العقاد عن القراءة، الذى قال فيه: وإنما أهوى القراءة
لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا وحياة واحدة لا تكفينى، ولا تحرك كل ما في
ضميري من بواعث الحركة. والقراءة دون غيرها هي التي تعطيني أكثر من حياة واحدة فى
مدى عمر الانسان الواحد، لأنها تزيد هذه
الحياة من ناحية العمق، وإن كانت لا
تطيلها بمقادير الحساب.
ويقول
الرافعي: ليكن غرضك من القراءة اكتساب قريحة مستقلة، وفكر واسع وملكة تقوى على
الابتكار، فكل كتاب يرمي إلى هذه الثلاث فاقرآه.
وإن
حياتك من صنع أفكارك، والمفتاح بيدك فماذا
تنتظر؟!
وَمَنْ
لَمْ يَذُقْ مُرَّ التَّعَلُّمِ سَاعَةً تَجَرَّعَ ذُلَّ الْجَهْلِ طُوْلَ حَيَاتِهِ
وَمَنْ
فَاتَهُ التَّعْلِيْمُ وَقْتَ شَبَابِهِ فَكَبِّرْ عَلَيْهِ أَرْبَعًا لِوَفَاتِهِ
- الإمام
الشافعي رحمه الله -
الحمدلله
Related Posts

Subscribe Our Newsletter
Belum ada Komentar untuk "لماذا نقرأ؟"
Posting Komentar